آخر الأخبار

جاري التحميل ...

منزلة المثقفين في الأمة ومسؤولياتهم

 


خلاصة القول، إن نهضة الأمة لا يمكن أن تتحقق دون إعطاء المثقفين مكانتهم التي يستحقونها، فهم القلب النابض والعقل المفكر الذي يوجه مسيرتها نحو مستقبل أفضل.

عنوان المقال: منزلة المثقفين في الأمة من منظور الشيخ الإبراهيمي

مقدمة:
يُعد الشيخ البشير الإبراهيمي (1889-1965) أحد أعمدة النهضة الفكرية والإصلاحية في الجزائر والوطن العربي خلال القرن العشرين. كان نائبًا لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وركيزةً فكريةً إعلاميةً من خلال جريدة "البصائر". لم يكن مفهوم "المثقف" لدى الإبراهيمي حبيسَ الشهادات الأكاديمية أو الترف الفكري، بل كان رؤيةً متكاملةً تربط بين الفكر والواجب، والعلم والعمل، والمعرفة والمسؤولية تجاه المجتمع والأمة.

عرض الموضوع:

  1. تعريف المثقف عند الإبراهيمي: لم يكن المثقف في نظر الإبراهيمي مجرد حامل للمعارف، بل هو "الواعي" بحقيقة واقعه، "المدرك" لتحديات أمته، و"المسؤول" عن المشاركة في بنائها وتحريرها. إنه الفرد الذي يستخدم علمه وفكره كأداة للتغيير والإصلاح، لا للتباهي والادعاء.

  2. منزلة المثقف ومسؤوليته: يرفع الإبراهيمي من منزلة المثقفين إلى مقام الرسالة، فهم "ورثة الأنبياء" في هداية الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة. لكن هذه المكانة الرفيعة يقابلها مسؤولية جسيمة. فالمثقف الحقيقي هو من ينزل من برجه العاجي وينغمس في هموم أمته، يشخص أمراضها، ويقدم الحلول لمشكلاتها. أهم مسؤولياته:

    • التوعية والتثقيف: تبسيط العلوم ونشر المعرفة النافعة بين جميع فئات المجتمع.

    • مجابهة الاستعمار والتبعية: كان الإبراهيمي يرى أن من أهم أدوار المثقف في زمنه محاربة الاستعمار الفكري واللغوي الذي لا يقل خطرًا عن الاستعمار العسكري.

    • الإصلاح الديني والاجتماعي: محاربة البدع والخرافات، والدعوة إلى فهم صحيح للإسلام، يقوده العلم والعقل، ومحاربة الجمود الفكري.

  3. نقد الإبراهيمي للمثقفين السلبيين: وجه الإبراهيمي نقدًا لاذعًا لنوعية من المثقفين الذين يقصرون دورهم على الترف الفكري أو الانبهار بالغرب وتبني قيمه دون تمحيص. هؤلاء هم "المغتربون" عن واقع أمتهم، والذين يصبحون تبعًا للغير بدلاً من أن يكونوا قادة للتغيير. وهو يرى أن هذا النوع من المثقفين يشكل خطرًا على الأمة لأنه يقطع الصلة بينها وبين هويتها وأصالتها.

خاتمة:
خلاصة رأي الشيخ الإبراهيمي أن منزلة المثقف في الأمة منزلة قيادية سامقة، لكنها مشروطة بالتزامه برسالة سامية هي خدمة الحق والخير ورفعة أمته. المثقف الحقيقي هو جندي في معركة وجود الأمة الحضاري، وقائد عملية اليقظة والتجديد فيها. نجاحه يُقاس بمدى تأثيره الإيجابي في محيطه وليس بمقدار ما يجمع من شهادات أو معلومات.


أسئلة التقويم والتحليل مع الإجابات النموذجية

أولاً: أسئلة الفهم والاستيعاب:

  1. عرف بمؤلف النص باختصار.

    • الجواب: هو الشيخ البشير الإبراهيمي، أحد أبرز علماء ومفكري الجزائر، ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومن رواد حركة الإصلاح والنهضة الفكرية في القرن العشرين.

  2. ما المقصود بـ "الاستعمار الفكري" الذي حذر منه الإبراهيمي؟

    • الجواب: هو أن تصبح الأمة تابعَةً للأمم الأخرى في فكرها وقيمها ونمط حياتها، فتفقد شخصيتها واستقلالها وقدرتها على اتخاذ القرار، وهو أخطر من الاستعمار العسكري لأنه يستهدف الهوية.

ثانيًا: أسئلة تحليل الرأي والحجج:
3. استخرج من النص حجتين يدعم بهما الإبراهيمي مسؤولية المثقف في الإصلاح الاجتماعي.
الجواب:
* الحجة الأولى: تشبيه المثقفين بـ "ورثة الأنبياء" الذين taskتهم الهداية والإخراج من الظلمات إلى النور.
* الحجة الثانية: النقد الموجه للمثقفين المنعزلين في أبراجهم العاجية، مما يعني أن الواجب يقتضي النزول إلى الميدان ومعايشة هموم الناس.

  1. كيف يرى الإبراهيمي العلاقة بين العلم والعمل؟ وما الدليل على ذلك من أفكاره؟

    • الجواب: يرى أنها علاقة تكاملية لا انفصام فيها، فالعلم بلا عمل نافع للمجتمع هو علم عقيم. والدليل هو تأكيده على أن مسؤولية المثقف هي المشاركة الفعالة في بناء الأمة وتحريرها، وليس الاكتفاء بالمعرفة فقط.

ثالثًا: أسئلة التركيب والتقويم والرأي:
5. هل ما زالت رؤية الإبراهيمي للمثقف صالحة في عصرنا الحالي؟ برر رأيك.
الجواب: (رأي شخصي يمكن التعبير عنه بإحدى الطريقتين)
نعم: لا تزال صالحة بشكل كبير، فالأمة اليوم تواجه تحديات جديدة (عولمة، غزو ثقافي، أزمات فكرية) تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مثقفين orgانين بمسؤوليتهم، يقودون عملية الوعي والنقد البناء ويحافظون على الهوية.
نعم مع التطوير: الفكرة الأساسية صالحة ولكن أدوات المثقف ومجالات تأثيره توسعت. اليوم، المثقف ليس فقط الكاتب والأديب، بل المدون، والإعلامي، وصانع المحتوى الواعي. المسؤولية واحدة لكن الساحة اختلفت.

  1. في رأيك، ما هي أبرز التحديات التي توها المثقف العربي اليوم؟

    • الجواب: (إجابة نموذجية) منها: التحدي المادي (قلة الدعم)، تحدي حرية التعبير في بعض الأماكن، تحدي الانقسامات المجتمعية التي تجعل صوت المثقف ضائعًا، وتحدي وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تزيد من الضوضاء وتقلل من قيمة الفكر الجاد.


نصائح لطلبة البكالوريا (في معالجة مثل هذا الموضوع)

  • افهم السؤال جيدًا: حدد клюwords (مثل: حلل، ناقش، قارن، اذكر) وما المطلوب بالضبط.

  • رتب أفكارك: اكتب مخططًا سريعًا ( introduction، عرض، خاتمة) قبل البدء في الكتابة.

  • استشهد من النص: لا تقدم آراءً عامة، بل استند إلى أفكار وردت في النص لدعم إجاباتك.

  • أنظم وقتك: قسم وقت الإجابة حسب عدد الأسئلة ودرجاتها.

  • راجع لغتك: احرص على الكتابة بلغة عربية سليمة، بخط واضح، وتجنب الأخطاء الإملائية.


امتحان نموذجي مع الحل

النص:
"والمثقفون هم قادة الأمة بالحق، وهم حراس حياضها من الباطل... وإنما تكون الثقافة نافعة عندما تكون أداة لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وتقويم المجتمع، وإعلاء كلمة الحق... وويل لأمة يكون مثقفوها أدوات للتبعية والانهزام الفكري."

(مقتبس من أفكار الشيخ البشير الإبراهيمي)

الأسئلة:

  1. اشرح مفهومي: "قادة الأمة بالحق" و "أدوات للتبعية" كما وردا في النص. (2 نقطة)

  2. ما العلاقة بين الثقافة والإصلاح من وجهة نظر الكاتب؟ (2 نقطة)

  3. استنتج من النص مهمتين أساسيتين للمثقف. (2 نقطة)

  4. هل أنت مع أو ضد رأي الكاتب في أن ضرر المثقف التابع يفوق ضرر الجاهل؟ دافع عن موقفك. (4 نقاط)

الإجابات النموذجية:

  1. الشرح:

    • قادة الأمة بالحق: يقصد بهم المثقفون الذين يوجهون الأمة toward الحق والخير والصلاح باستخدام معرفتهم وعلمهم.

    • أدوات للتبعية: هم المثقفون الذين ينسلخون من هويتهم ويقلدون الأمم الأخرى تقليدًا أعمى في فكرهم وقيمهم، فيصبحون أدوات لنشر التبعية بدلاً من القيادة.

  2. العلاقة: العلاقة علاقة وسيلة وهدف. فالثقافة هي أداة أو وسيلة نافعة فقط إذا حققت هدف الإصلاح (إصلاح النفوس، تهذيب الأخلاق، تقويم المجتمع).

  3. المهمتان:

    • قيادة الأمة toward الحق والخير.

    • حراسة الأمة والدفاع عنها ضد الباطل والتبعية الفكرية.

  4. الرأي الشخصي (إجابة نموذجية):

    • أنا مع رأي الكاتب.

    • التعليل: لأن الجاهل محدود التأثير، وقد يسهل توعيته وإرشاده. أما المثقف التابع فهو يعطي الباطل صورة العلم والمعرفة، فيضل عددًا أكبر من الناس بادعاء الثقافة. فهو كالطبيب الذي يدمر الأمة بدلاً من أن يشفيها، وبالتالي فإن ضرره أكبر لأنه يستخدم أدوات النفوذ الفكري في غير مسارها الصحيح، مما يجعله أخطر على هوية الأمة ومستقبلها.

بالتوفيق لجميع الطلبة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

.