آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قلق الامتحانات وأسبابه النفسية وإدارته



القلق من الامتحانات وأسبابه ةالنفسية

نعم، القلق من الامتحانات ظاهرة شائعة جداً، ووراءها أسباب نفسية عميقة ومتشعبة. فهم هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو إدارتها بشكل فعال.

لنبدأ بتعريف بسيط: قلق الامتحان هو رد فعل نفسي وجسدي سلبي يشعر به الشخص قبل أو أثناء الامتحانات، يتميز بمشاعر التوتر والخوف والتوقع السلبي الذي قد يتعارض مع الأداء.

الأسباب النفسية لقلق الامتحانات

يمكن تقسيم هذه الأسباب إلى عدة مستويات:

1. الأسباب المعرفية (التفكيرية)

هذه هي الأفكار والاعتقادات السلبية التي تولد القلق.

  • الخوف من الفشل: وهو السبب الرئيسي. الخوف من عدم تحقيق التوقعات (الذاتية أو من الآباء والمدرسين) وما يعنيه ذلك من "فشل" أو "عدم كفاية".

  • التفكير الكارثي: تصور أن نتيجة الامتحان هي نهاية العالم. مثل: "إذا لم أنجح في هذا الامتحان، فسأفقد مستقبلي بالكامل وسأخيب ظن الجميع".

  • الكمالية: الرغبة في الحصول على الدرجة النهائية فقط. أي خطأ بسيط يُعتبر فشلاً ذريعاً، مما يضع ضغطاً هائلاً على الطالب.

  • المقارنة الاجتماعية: مقارنة النفس بالزملاء باستمرار ("هم يدرسون أكثر مني"، "هم أذكى مني")، مما يثير مشاعر النقص ويزيد القلق.

  • قلة الثقة بالنفس: الاعتقاد بأن الشخص غير قادر على استيعاب المادة أو تذكر المعلومات، مما يؤدي إلى نبوءة تحقق ذاتها (أداء ضعيف بسبب الاعتقاد المسبق به).

2. الأسباب السلوكية والتعليمية

وهي المتعلقة بأساليب الاستعداد والدراسة.

  • قلة التحضير أو عدم الفعالية: التأجيل (المماطلة) وعدم وجود خطة دراسة منظمة يؤديان إلى تراكم المادة والشعور بعدم الاستعداد، وهو سبب مباشر للقلق.

  • ضعف مهارات الدراسة: عدم معرفة كيفية استرجاع المعلومات بشكل فعال أو إدارة الوقت أثناء المذاكرة أو أثناء الامتحان نفسه.

3. الأسباب الجسدية والفسيولوجية

القلق ليس مجرد شعور، بل له أعراض جسدية حقيقية.

  • استجابة "القتال أو الهروب": يتعامل الجسم مع موقف الامتحان كتهديد، فيفرز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول. هذا يؤدي إلى:

    • تسارع ضربات القلب.

    • التعرق.

    • جفاف الفم.

    • رجفة في اليدين.

    • اضطراب في المعدة.

  • قلة النوم: السهر لساعات طويلة قبل الامتحان يعطل التوازن النفسي والجسدي، مما يزيد من حدة القلق ويضعف الذاكرة والتركيز.

4. الأسباب البيئية والاجتماعية

الضغوط الناتجة عن المحيط.

  • ضغط الأسرة: توقعات الوالدين المرتفعة أو الخوف من إحباطهم قد يكون عبئاً ثقيلاً على الطالب. حتى لو لم يصرحوا به، قد يشعر الطالب بثقل هذه التوقعات.

  • ضغط المنافسة: في البيئات التعليمية شديدة التنافسية، يصبح التركيز على التفوق على الآخرين بدلاً من التعلم نفسه.

  • تجارب سلبية سابقة: فشل سابق في امتحان ما قد يخلق رهاباً من جميع الامتحانات اللاحقة.

الدورة السلبية لقلق الامتحان

لفهم الصورة كاملة، تخيل هذه الدورة التي تغذي نفسها بنفسها:

  1. تفكير سلبي: "أنا سأفشل، لا أتذكر أي شيء".

  2. استجابة جسدية: الشعور بالتوتر، تسارع ضربات القلب.

  3. ضعف التركيز: القلق يستهلك الطاقة العقلية، فيصعب التركيز على المادة أو تذكر المعلومات.

  4. أداء ضعيف: بالفعل، تكون النتيجة أقل مما كان متوقعاً.

  5. تعزيز الاعتقاد السلبي: "أرأيت؟ أنا فاشل". وهذا يعزز الفكرة السلبية من البداية، مما يزيد قلق الامتحان في المرة القادمة.

كيف يمكن إدارة قلق الامتحانات؟

ليس الهدف هو القضاء على القلق completely (لأن القلق البسيط قد يكون محفزاً)، بل إدارته.

  • التحضير الجيد: أفضل سلاح ضد القلق. وضع خطة دراسة واقعية ومبكرة.

  • تغيير الأفكار السلبية: تحدي الأفكار الكارثية واستبدالها بأخرى واقعية. ("لقد درست جيداً، وسأبذل قصارى جهدي. هذه ليست نهاية العالم").

  • تعلم تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق، التأمل، أو تمارين شد العضلات وإرخائها قبل وأثناء الامتحان.

  • تحسين نمط الحياة: النوم الكافي، التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة لتقليل التوتر العام.

  • التحدث عن المشاعر: مشاركة المخاوف مع الأهل، الأصدقاء، أو مرشد أكاديمي يمكن أن يخفف العبء.

  • التركيز على التعلم لا على الدرجة: تغيير الهدف من "الحصول على درجة عالية" إلى "فهم المادة" يقلل الضغط.

خلاصة: قلق الامتحانات هو تجربة إنسانية طبيعية إلى حد ما، ولكن عندما يكون مفرطاً، فإن جذوره تكون في أفكارنا السلبية عن أنفسنا، وأساليب استعدادنا، وضغوط محيطنا. التعامل مع هذه الجذور بطريقة شمولية (نفسية، سلوكية، جسدية) هو المفتاح لتخطي هذه المشكلة. إذا كان القلق شديداً لدرجة تعطيل الحياة، فمن المهم جداً طلب المساعدة من استشاري نفسي أو أكاديمي.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

.