آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ازدهار الكتابة الفنية في المقالة


عنوان المقال: مظاهر ازدهار الكتابة الفنية: المقالة نموذجًا

مقدمة:
شكّلت الكتابة الفنية عبر العصور العربية نافذةً عبّر من خلالها الأدباء والمفكرون عن روح عصرهم وهموم مجتمعهم، فكانت سجلًا حيًا لتطوّر الفكر والذوق. ولمّا كان الفنّ الأدري يتشكّل في أجناس متعددة، برزت المقالة كواحدة من أبرز هذه الأجناس وأكثرها مرونة وقدرة على مواكبة العصر، لتصير ديوان العرب الحديث ومعبّرةً صادقة عن مظاهر الازدهار الثقافي والفكري. فكيف تمظهر ازدهار الكتابة الفنية في هذا الجنس الأدبي؟ وما العوامل التي أسهمت في نهضته؟

عرض:
يمكن رصد مظاهر ازدهار الكتابة الفنية في المقالة من خلال عدة محاور:

  1. تنوع المضامين والاتجاهات: لم يعد الأدب حكرًا على الغزل والمديح، بل انفتحت المقالة على كل قضايا الحياة. فازدهر المقال الاجتماعي (كمقالات المنفلوطي وقاسم أمين الذي ناقش قضية المرأة)، والمقال السياسي (كمقالات مصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد لطفي السيد)، والمقال النقدي (كمقالات طه حسين والعقاد في مواجهتهم الأدبية الشهيرة)، والمقال العلمي المبسّط. هذا التنوع يعكس ازدهارًا فكريًا واتساعًا في أفق الكتابة.

  2. تطور الخصائص الفنية والأسلوب: تميزت المقالة في عصر الازدهار بخصائص فنية رفيعة، منها:

    • الوحدة العضوية: حيث أصبحت المقالة بناء متماسكًا تدور فكرة رئيسية واحدة حولها جميع الفقرات.

    • سلاسة الأسلوب ووضوحه: ابتعدت عن التعقيد اللفظي والصنعة البديعية المفرطة، متجهة نحو اللغة السهلة الممتعة التي تخاطب العقل والقلب معًا، مما وسع قاعدة قرائها.

    • الربط المنطقي: اعتمدت على الحجج العقلية والبراهين المنطقية في عرض الأفكار، مما جعلها أداة فعّالة للإقناع والتأثير.

  3. تعدد الأهداف والوظائف: لم تعد الكتابة للتسلية فحسب، بل صارت أداة للإصلاح الاجتماعي، والدعوة إلى التحرر الفكري، ونقد الواقع، وبناء وعي جديد. فالمقالة أصبحت "فنًا هادفًا" يحمل رسالة سامية.

  4. ظهور أعلام أسسوا لمدرسة المقالة الحديثة: لا يمكن فصل ازدهار أي جنس أدبي عن الشخصيات التي طورته. فبرز أعلام مثل مصطفى صادق الرافعي بقوة بيانه، وطه حسين بجرأته الفكرية وعمقه التحليلي، وعباس محمود العقاد بقوة حجته وصولة رأيه، وإبراهيم المازني بطريقته الساخرة العابثة، ومي زيادة بأدبها الرقيق. وقد أسهم كلٌّ منهم بصمة خاصة في إثراء هذا الفن.

خاتمة:
لا شك أن المقالة العربية قد شهدت عصرها الذهبي في النصف الأول من القرن العشرين، حيث تجلّت فيها مظاهر الازدهار الفني بأبهى صورها من خلال تنوع مضامينها، ورقّـة أساليبها، وصدق رسالتها، وقوة أعلامها. لقد كانت مرآةً صادقة لعصر النهضة، وساهمت في تشكيل الوعي الجمعي العربي. وإن كان الإعلام الرقمي اليوم يحاول أن يطوي صفحة ذلك العصر، تبقى المقالة الأصيلة نموذجًا للإتقان الفني والعمق الفكري الذي يحتذى به.


أسئلة التقويم والتحليل مع الإجابات النموذجية

أولاً: أسئلة النقد والتقويم والرأي:

  1. ما رأيك في دور الصحافة في ازدهار فن المقالة؟

    • الإجابة النموذجية: كان للصحافة دور محوري وأساسي في ازدهار المقالة، فهي وفرت المنبر اليومي والدوري للكتّاب لنشر إنتاجهم، مما أكسبهم جمهورًا واسعًا، ودفعهم إلى التنوع في المواضيع لملء صفحات الجرائد والمجلات، كما ساهمت في تطوير أسلوب المقالة ليصبح أكثر مباشرة ووضوحًا لملاءمة طبيعة القارئ الصحفي.

  2. قارن بين المقالة في عصر النهضة والمقالة الإلكترونية في عصرنا الحالي من حيث الخصائص والأهداف.

    • الإجابة النموذجية:

      • مقالة النهضة: تتسم بالطول النسبي، والتعمق في التحليل، والاهتمام بلغة فصيحة رصينة، ووحدة الموضوع، والهدف بناء فكر القارئ وإثرائه ثقافيًا.

      • المقالة الإلكترونية: تميل إلى الإيجاز والاختصار، واللغة المبسطة أحيانًا، واستخدام الوسائط المتعددة، والهدف الأساسي هو جذب الانتباه ونشر المعلومة بسرعة، مما قد يأتي على حساب العمق والروعة الفنية أحيانًا.

ثانيًا: أسئلة تحليل الرأي والحجج:

  1. يقول أحد النقاد: "المقالة هي ابنة صحافتها الشرعية". حلل هذه المقولة موضحًا الحجج التي تدعمها.

    • الإجابة النموذجية: هذه المقولة صحيحة إلى حد كبير، والحجج هي:

      • الحجة التاريخية: نشأت المقالة الحديثة وترعرعت في أحضان الصحف والمجلات (مثل "الرسالة" و"الهلال" و"الجريدة").

      • الحجة الوظيفية: الصحافة فرضت على المقالة خصائصها من حيث: الطول المناسب، والتزام التوقيت، ومعالجة القضايا الآنية التي تهم المجتمع.

      • حجة الانتشار: الصحافة وسّعت من قاعدة قراء المقالة، فلم تعد حكرًا على النخبة، مما جعلها "ابنة" لهذا المنبر الذي نشرها وأعطاها شرعيتها وشعبيتها.

ثالثًا: أسئلة التركيب والتقويم:

  1. تتبع العوامل التي ساهمت في ازدهار فن المقالة في العصر الحديث.

    • الإجابة النموذجية: يمكن تركيب الإجابة حول عدة عوامل:

      • عوامل ثقافية: احتكاك الثقافة العربية بالغرب وانزياح الاهتمام نحو الفكر والإصلاح.

      • عوامل اجتماعية: ظهور قضايا جديدة معالجة كالاستعمار والمرأة والتعليم.

      • عوامل تقنية: ظهور الطباعة والصحافة التي وفرت منصة النشر.

      • عوامل أدبية: ظهور جيل من الأدباء المتميزين الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة وأبدعوا في صياغة هذا الفن.


نصائح لطلبة البكالوريا في كتابة المقال:

  1. اقرأ الموضوع بعناية: حدد المطلوب بدقة (تحليل، تقويم، مقارنة) وتجنب الحشو والخروج عن الموضوع.

  2. خطط لمقالك: اكتب مخططًا سريعًا (مقدمة، عرض، خاتمة) وضع الأفكار الرئيسية لكل قسم.

  3. المقدمة الجذابة: ابدأ بتمهيد عام يؤدي إلى صلب الموضوع، وتجنب المقدمات المبتذلة.

  4. العرض المنظم: قسم عرضك إلى فقرات، كل فكرة في فقرة مستقلة، واستخدم أدوات الربط (علاوة على ذلك، بالإضافة إلى، من ناحية أخرى).

  5. شخصن بإجابتك: لا تكن آلة نقل، بل حلل وانقد واعرض رأيك المدعوم بالأمثلة والحجج.

  6. اللغة السليمة: حافظ على اللغة العربية الفصيحة، وتجنب الأخطاء الإملائية والنحوية.

  7. الخاتمة المتينة: لخص فيها أهم النتائج التي توصلت إليها، ويمكن أن تختتم برأي شخصي أو تساؤل يفتح آفاقًا جديدة.

  8. الوقت: وزع وقتك بشكل صحيح بين قراءة السؤال، التخطيط، الكتابة، والمراجعة.


خلاصة الموضوع:

  • ازدهرت الكتابة الفنية في العصر الحديث وتجلى ذلك في فن المقالة.

  • مظاهر الازدهار: تنوع المضامين (اجتماعي، سياسي، نقدي)، تطور الخصائص الفنية (الوحدة، الوضوح، الربط المنطقي)، وتعدد الوظائف (الإصلاح، النقد، البناء).

  • ساهم في هذا الازدهار عوامل ثقافية واجتماعية وتقنية، وأهمها دور الصحافة.

  • ارتبط الازدهار بأسماء أعلام كبار مثل الرافعي، طه حسين، العقاد، والمازني.

  • تبقى المقالة الكلاسيكية نموذجًا للعمق الفني والفكري رغم تغير وسائل النشر.


امتحان نموذجي مع الحل

السؤال:
"المقالة فن أدبي حديث، تجلى فيه ازدهار الكتابة الفنية في العصر الحديث."

  • حلل هذه العبارة مبينًا مظاهر هذا الازدهار من خلال الخصائص الفنية والموضوعات التي عالجتها.

  • وما العوامل التي ساعدت على نهضتها؟

الإجابة النموذجية (مخطط):

المقدمة: (2 نقطة)
التعريف بالمقالة كجنس أدبي حديث، والإشارة إلى أنها كانت الأكثر قدرة على التعبير عن تحولات عصر النهضة، مما يجعل العبارة صحيحة.

العرض:

  • تحليل مظاهر الازدهار في الخصائص الفنية: (4 نقاط)

    • الوحدة العضوية وتماسك الأفكار.

    • وضوح الأسلوب وبعده عن التعقيد.

    • الاعتماد على الحجج المنطقية والإقناع العقلي.

    • تنوع الأساليب (خبري إنشائي) وتوظيفها للتأثير.

  • تحليل مظاهر الازدهار في الموضوعات: (4 نقاط)

    • معالجة القضايا الاجتماعية (كالتعليم والمرأة).

    • مناقشة القضايا السياسية والفكرية (كمواجهة الاستعمار والدعوة للتحرر).

    • تقديم النقد الأدبي والثقافي البناء.

    • الانفتاح على الثقافات الأخرى.

  • العوامل التي ساعدت على النهضة: (4 نقاط)

    • عامل التقنية: ظهور الطباعة والصحافة.

    • عامل ثقافي: تأثير الثقافة الغربية وحركة الترجمة.

    • عامل اجتماعي: ظهور قضايا جديدة النقاش.

    • عامل إنساني: بروز أعلام أدباء مزجوا بين الأصالة والمعاصرة.

الخاتمة: (2 نقطة)
تأكيد صحة العبارة، حيث مثلت المقالة قمة النضج الفني والفكري في تلك الفترة، وكانت لسان حال الأمة ومعبرة عن أمالها وآمالها، ولا تزال نموذجًا يُحتذى به.

(ملاحظة: التقدير النهائي يكون حسب معايير البكالوريا في كل بلد، ولكن هذا نموذج للإجابة المتكاملة).

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

.