بالتأكيد، إليك امتحانًا تجريبيًا لمادة التاريخ لطلاب شهادة البكالوريا في الجزائر، مع الحل النموذجي. تم تصميم هذا الامتحان وفقًا للمنهاج الرسمي ونمط الأسئلة المتوقع في الامتحان الفعلي.
امتحان تجريبي في مادة التاريخ – آداب وفلسفة ولغات أجنبية
المدة: 3 ساعات
العلامة: على 20 نقطة
الجزء الأول: (06 نقاط)
الوضعية الإشكالية:
عرفت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية تحولاً جذريًا، حيث برز نظام جديد قائم على القطبية الثنائية، مما أدى إلى ظهور تنظيمات دولية وتكتلات على أسس إيديولوجية واقتصادية وعسكرية.
التعليمة:
اعتمادًا على مكتسباتك القبلية، اشرح بإيجاز:
مظاهر تشكل القطبية الثنائية وأبرز المنظمات الدولية التي أنشئت في إطارها.
العوامل التي أدت إلى تصدع المعسكر الشرقي ونهاية الحرب الباردة.
الجزء الثاني: (06 نقاط)
الوثيقة:
"لقد حان الوقت لكي نعترف بحقيقة واحدة بسيطة وواضحة: لا يمكن حل الصراع العربي الإسرائيلي بالقوة العسكرية وحدها. لقد آن الأوان لجميع الأطراف المعنية أن تتخلى عن وهم القضاء على الآخر. يجب أن نعمل من أجل سلام عادل وشامل، يقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، ويضمن للجميع العيش في أمن واستقرار."
(مقتبس من خطاب لمسؤول دولي في تسعينيات القرن الماضي)
التعليمة:
حدد السياق التاريخي للوثيقة مع الإشارة إلى التحولات الدولية التي أثرت في القضية الفلسطينية آنذاك.
حلل مضمون الوثيقة مبينًا مبدأ "الأرض مقابل السلام" وأهم مظاهر تطبيقه.
الجزء الثالث: (08 نقاط)
الموضوع:
كانت الحركة الوطنية الجزائرية مرآة عكست تطور الوعي السياسي لدى الشعب الجزائري، حيث تطورت أساليب نضالها من المطالبة بالإدماج إلى المطالبة بالاستقلال التام.
التعليمة:
اكتب مقالاً تاريخيًا تتبع فيه تطور الحركة الوطنية الجزائرية (1919 – 1954) من خلال:
الظروف التي أدت إلى ظهور التيار الإدماجي والتيار الاستقلالي.
أبرز التنظيمات والأحزاب التي مثلت هذه التيارات ومواقفها.
العوامل التي ساهمت في تراجع التيار الإدماجي وصعود المطالبة بالاستقلال، مهددةً لاندلاع الثورة التحريرية.
الحل النموذجي المقترح
حل الجزء الأول: (06 نقاط)
1. مظاهر تشكل القطبية الثنائية وأبرز المنظمات الدولية:
مظاهر القطبية الثنائية:
انقسام العالم إلى معسكرين: المعسكر الرأسمالي الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والمعسكر الاشتراكي الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي.
الصراع الإيديولوجي بين النظام الرأسمالي (اقتصاد السوق، الديمقراطية الليبرالية) والنظام الاشتراكي (اقتصاد مخطط، نظام الحزب الواحد).
التنافس على مناطق النفوذ في العالم (أوروبا، آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية).
سباق التسلح التقليدي والنووي، مما أدى إلى توازن الرعب.
أبرز المنظمات الدولية في إطارها:
المنظمات العسكرية: حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزعامة الو.م.أ (1949)، وحلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفياتي (1955).
المنظمات الاقتصادية: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ومجلس التعاون الاقتصادي المتبادل (الكوميكون).
منظمات دولية: الأمم المتحدة (1945) كمنصة للصراع والدبلوماسية بين المعسكرين.
2. العوامل التي أدت إلى تصدع المعسكر الشرقي ونهاية الحرب الباردة:
العوامل الداخلية للمعسكر الشرقي:
الأزمة الاقتصادية: فشل النظام الاشتراكي في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتردي المستوى المعيشي مقارنة بالغرب.
الجمود السياسي والبيروقراطية: استمرار هيمنة الحزب الواحد وغياب الديمقراطية والحريات العامة.
سياسة البريسترويكا والغلاسنوست: التي أطلقها ميخائيل غورباتشوف في منتصف الثمانينيات، والتي أدت إلى إصلاحات سياسية واقتصادية فتحت الباب أمام انتقاد النظام وساهمت في تفككه.
الحركات الانفصالية: تصاعد المطالبة بالاستقلال في جمهوريات الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية.
العوامل الخارجية:
الضغوط الغربية: سياسة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان (مبادرة الدفاع الاستراتيجي "حرب النجوم") التي استنزفت الاقتصاد السوفياتي.
انتشار أفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا الشرقية.
ثورات 1989 في أوروبا الشرقية (سقوط جدار برلين كرمز).
النتيجة: أدت هذه العوامل مجتمعة إلى انهيار جدار برلين (1989)، ثم تفكك الاتحاد السوفياتي رسميًا في ديسمبر 1991، مما أعلن نهاية الحرب الباردة وبروز نظام دولي جديد أحادي القطبية.
حل الجزء الثاني: (06 نقاط)
1. السياق التاريخي للوثيقة:
تشير الوثيقة إلى عقد التسعينيات، وهو سياق يتميز بـ:
نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، مما أفقد بعض الأطراف العربية داعمًا رئيسيًا.
حرب الخليج الثانية (1991) بعد غزو العراق للكويت، مما أدى إلى تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
هيمنة الو.م.أ كقوة عظمى وحيدة وسعيها لقيادة عملية سلام في الشرق الأوسط.
استمرار الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) والتي أكدت استمرار مقاومة الاحتلال.
2. تحليل مضمون الوثيقة ومبدأ "الأرض مقابل السلام":
تحليل المضمون: تؤكد الوثيقة على:
فشل الحل العسكري في إنهاء الصراع.
ضرورة التوصل إلى حل سياسي تفاوضي.
فكرة التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين (التخلي عن "وهم القضاء على الآخر").
الدعوة إلى سلام "عادل وشامل" يقوم على أساس "الأرض مقابل السلام".
مبدأ "الأرض مقابل السلام": هو المبدأ الأساسي الذي قامت عليه مؤتمر مدريد للسلام (1991) ثم اتفاقيات أوسلو. يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل اعتراف العرب بها وعقد سلام معها.
مظاهر تطبيقه:
اتفاقيات أوسلو (1993): حيث اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، واعترفت إسرائيل بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني، وتم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة الحكم الذاتي في parts من الضفة الغربية وقطاع غزة.
معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية (1994).
(ملاحظة: يمكن للطالب أن يذكر أن التطبيق كان ناقصًا ومشوبًا بالمشاكل، حيث استمرت الاستيطان وتعثرت مفاوضات الوضع النهائي).
حل الجزء الثالث: (08 نقاط)
مقدمة: شهدت الفترة الممتدة من 1919 إلى 1954 تطورًا نوعيًا في مسار الحركة الوطنية الجزائرية، حيث انتقلت من المطالبة بالإدماج في المجتمع الفرنسي إلى المطالبة بالاستقلال التام، وذلك نتيجة لتراكم الوعي السياسي وتصاعد القمع الاستعماري.
العرض:
1. الظروف وظهور التيارين (الإدماجي والاستقلالي):
التيار الإدماجي (الاصلاحي): نشأ في ظل وهم "الجزائر فرنسية" وتأثر النخبة ببعض مبادئ الجمهورية الفرنسية (كالمواطنة). طالب بمساواة الجزائريين بالفرنسيين في الحقوق داخل الإطار الفرنسي.
التيار الاستقلالي (القطيعة): تبلور نتيجة فشل سياسة الإدماج، وتصاعد القمع (كمشروع بلوم فيوليت الفاشل 1936)، وتأثر النخبة بأفكار التيارات القومية العربية والإسلامية وبالحركات التحررية العالمية. رأى أن الاستقلال هو الحل الوحيد.
2. أبرز التنظيمات ومواقفها:
تيار الإدماج:
نجم شمال إفريقيا (1926): بزعامة مصالي الحاج، تحول لاحقًا نحو المطالبة بالاستقلال.
حزب الشعب الجزائري (1937): امتداد للنجم، تبنى المطالبة بالاستقلال.
الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (1946): بزعامة فرحات عباس، طالب في البداية بجمهورية جزائرية مستقلة ذاتيًا ضمن الاتحاد الفرنسي، قبل أن يتحول إلى المطالبة بالاستقلال.
جمعية العلماء المسلمين (1931): بزعامة عبد الحميد بن باديس، ركزت على الهوية الوطنية (الإسلام والعربية) كأساس للمقاومة، وشعارها "الجزائر وطننا، الإسلام ديننا، العربية لغتنا".
تيار الاستقلال:
حركة انتصار الحريات الديمقراطية (1946): كامتداد لحزب الشعب، واصلت النضال من أجل الاستقلال.
اللجنة الثورية للوحدة والعمل (1954): التي تشكلت من قبل العناصر الشابة الثورية داخل حركة الانتصار، ورفضت فكرة النضال السياسي فقط وأعدت للكفاح المسلح.
3. العوامل المؤدية لتراجع التيار الإدماجي وصعود المطالبة بالاستقلال:
مجازر 8 مايو 1945: كانت نقطة تحول حاسمة، حيث أظهرت الوجه الحقيقي للاستعمار وقضت على أي أمل في الإصلاح أو المساواة.
إصدار قانون الجزائر (1947): الذي كان مزورًا ومخيبًا للآمال.
أزمة حركة الانتصار: وانهيار التيار البرلماني بعد فشل الانتخابات.
تأثير الحروب العالمية: حيث شارك الجزائريون في الحروب ولم ينالوا حقوقهم، وانتشرت أفكار الحرية وتقرير المصير.
تزايد الوعي الوطني: وتوحيد الصفوف حول مبادئ جمعية العلماء المسلمين والتنظيمات السياسية.
تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل: ثم مجموعة 22، والتي اتخذت القرار التاريخي بإطلاق الثورة المسلحة.
خاتمة: إذن، مثلت هذه الفترة محطة نضج حاسمة في تاريخ الحركة الوطنية، حيث أدى تزاوج العمل السياسي والتربوي مع الإعداد العسكري إلى تهيئة الظروف المثلى لانطلاق ثورة أول نوفمبر 1954، التي جسدت ذروة هذا التطور وحسمت خيار الاستقلال عبر الكفاح المسلح.
تمنياتي لجميع الطلاب بالنجاح والتوفيق في امتحان البكالوريا.

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire