آخر الأخبار

جاري التحميل ...

امتحان تجريبي في الفلسفة للبكالوريا

 


اضغط لتحميل الكتاب 


امتحان تجريبي مادة الفلسفة لطلاب البكالوريا الجزائر مع الحل النموذجي

أهلاً بك، هنا نموذج لامتحان تجريبي في مادة الفلسفة لطلاب البكالوريا في الجزائر، مع الحل النموذجي المقترح، وذلك وفق المنهاج المعمول به.


امتحان تجريبي في مادة الفلسفة

الشعب: آداب وفلسفة / تسيير واقتصاد / علوم تجريبية / رياضيات / تقني رياضي
المدة: 4 ساعات


الجزء الأول: (12 نقطة)

اختر أحد الموضوعين الآتيين:

الموضوع الأول: مقالة فلسفية
النص: "يبدو أن العادة، من جهة، تشكل عائقاً أمام المعرفة، لأنها تجعلنا نقبل الأشياء كما تظهر لنا دون أن نبحث عن أسبابها. لكن من جهة أخرى، أليست العادة هي التي تمكننا من اكتساب المهارات والمعارف العملية التي بدونها لا يمكن للحياة أن تستمر؟"
التعليمة: حلل وناقش هذا الطرح.

الموضوع الثاني: مقالة فلسفية
السؤال: هل حرية الإنسان مطلقة أم نسبية؟


الجزء الثاني: (08 نقاط)

الوضعية المشكلة:
قرأ عمر نصاً لفيلسوف يقول فيه: "لا تكمن قيمة الفعل الأخلاقي في نتائجه، بل في النية الطيبة التي صدر عنها. فالفعل الذي يؤدي إلى منفعة للآخرين، إذا كان بدافع المصلحة الشخصية، لا يعتبر فعلاً أخلاقياً." بينما قالت صديقته ليلى: "كيف نحكم على نية الشخص؟ الأخلاق هي ما ينفع المجتمع ويحقق السعادة للجميع، بغض النظر عن النوايا."

التعليمة: اعتماداً على الوضعية أعلاه، اكتب مقالاً قصيراً تظهر فيه:

  1. موقف كل من عمر وليلى والمذاهب الفلسفية التي ينتميان إليها.

  2. تحليل لإشكالية الموقفين (المعايير التي يعتمدانها في الحكم على الفعل الأخلاقي).

  3. تقديم رأيك الشخصي مدعماً بالحجج.


الحل النموذجي المقترح


حل الموضوع الأول من الجزء الأول: مقالة فلسفية

التحليل والمقالة:

مقدمة:
شكلت العادة إشكالية فلسفية مركزية، فهي من ناحية تُصوَّر كقيد يكبّل العقل ويمنعه من البحث والاستقصاء، مما يجعلها عائقاً أمام المعرفة الحقة. ولكن، من ناحية أخرى، يبدو أنها آلية أساسية لا غنى عنها في تنظيم حياتنا اليومية وتمكيننا من اكتساب الخبرات والمهارات. هذا التناقض يدفعنا إلى التساؤل: هل يمكن اعتبار العادة مجرد عائق للمعرفة، أم أنها شرط ضروري لوجودها؟ بمعنى آخر، أليست المعرفة نفسها، في بعض تجلياتها، نوعاً من العادة الراقية؟

التوسيع (التحليل والمناقشة):

1. العادة كعائق للمعرفة:

  • طبيعة الآلية: تعمل العادة على أساس الآلية والترديد، فهي تجمد الفعل والتفكير في قوالب ثابتة. هذا يتناقض مع جوهر المعرفة الذي يقوم على التساؤل، الشك، والبحث عن العلل والأسباب.

  • الحجب والتحيز: كما أشار الفيلسوف بيكون، العادة (أو "أصنام المسرح") تشكل مصدراً للتحيزات التي تحجب الحقيقة. نحن نرى العالم من خلال عاداتنا الفكرية والاجتماعية، مما يمنعنا من رؤية الأشياء كما هي عليه في الواقع.

  • الاستسلام للظاهر: تجعلنا العادة نأخذ الأمور كمسلمات، فنقبل الظاهر ونغفل عن الجوهر. المعرفة الحقيقية تتطلب تجاوز المألوف وكسر روتين التفكير.

2. العادة كأساس للمعرفة والعمل:

  • ضرورة عملية: لا يمكن للإنسان أن يعيد اكتشاف العالم من الصفر في كل لحظة. العادة توفر اقتصاداً في الجهد الفكري والعملي، فهي تتيح لنا إنجاز مهام معقدة (كقيادة السيارة أو العزف على آلة) تلقائياً، مما يحرر العقل للتركيز على أمور أعقد.

  • أساس للمعارف العملية: كما أشار ديفيد هيوم، المعرفة الاستدلالية القائمة على السببية ما هي إلا نتيجة لعادة ذهنية راسخة. عندما نرى النار تلوح بالألم مراراً، نعتاد على ربطها بالحرق، فتتحول هذه العادة إلى "يقين" عملي يوجه سلوكنا.

  • منظور برجسون: يميز برجسون بين العادة الآلية المحافظة والعادة الذكية الديناميكية. الأخيرة هي أداة للابتكار والتكيف مع المواقف الجديدة، فهي ليست تكراراً أعمى بل استعداد مرن للفعل.

التركيب:
يتبين أن العلاقة بين العادة والمعرفة ليست علاقة تناقض مطلق، بل هي علاقة جدلية. فالعادة، في صورتها الآلية والمتحجرة، تشكل فعلاً عائقاً أمام المعرفة التأملية والنقدية التي تتطلب يقظة دائمة. لكن في نفس الوقت، تشكل العادة، في صورتها الديناميكية والمرنة، القاعدة الضرورية التي تتيح للعقل ممارسة نشاطه. إنها الإطار الذي يسمح بتراكم الخبرات وتطوير المهارات، بل وتأسيس المعارف العملية. بدونها، سيغرق الفرد في فوضى من المحفزات وسيضطر لبذل جهد هائل لأبسط المهام. المعرفة الحقة لا تكمن في نفي العادة، بل في تجاوز طابعها الآلي وتحويلها إلى أداة واعية في خدمة العقل.

خاتمة:
في الختام، يمكن القول إن العادة سيف ذو حدين. هي نعمة تمكننا من العيش والعمل، ونقمة عندما تتحول إلى سجن للفكر. ليست المشكلة في العادة بحد ذاتها، بل في وعينا بها. المعرفة الحرة والفاعلة هي التي تنجح في توظيف العادة كأرضية للانطلاق، لا كسقف للإقامة. فالحكيم ليس من يرفض العادات، بل من يخضعها لسلطان العقل ويجعلها في خدمة نموه المستمر.


حل الجزء الثاني: الوضعية المشكلة

مقدمة:
تثير الوضعية المطروحة إشكالية أساسية في الفلسفة الأخلاقية، وهي معيار الحكم على الفعل الأخلاقي: هل يكمن في النية الداخلية للفاعل أم في النتائج الخارجية للفعل؟ يمثل موقف عمر نظرية ethics of intention (أخلاق النية) بينما تمثل ليلى نظرية ethics of consequence (أخلاق النتائج).

1. تحديد الموقفين والمذاهب الفلسفية:

  • موقف عمر: ينتمي إلى الأخلاق الكانطية (الواجب). إيمانويل كانط يؤكد أن الخير الأخلاقي الوحيد هو "النية الطيبة" أو "حسن النية" التي تدفع الفعل بدافع الواجب واحترام القانون الأخلاقي. الفعل الأخلاقي هو الذي نفعله لأننا ندرك أنه واجب، وليس لأننا نرغب في منفعة أو سعادة. لذلك، فعل المساعدة بدافع المصلحة الشخصية (كالسمعة) هو فعل منافٍ للأخلاق حتى لو كانت نتيجته إيجابية.

  • موقف ليلى: ينتمي إلى النفعية (Utilitarianism). ممثلوها مثل جون ستيوارت ميل وجيريمي بنثام يرون أن معيار صحة الفعل هو قدرته على تحقيق "أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس". الأخلاقية تقاس بالنتيجة والفائدة الملموسة. النية أمر خاص يصعب الحكم عليه، بينما النتائج عامة ويمكن قياسها.

2. تحليل إشكالية الموقفين:

  • إشكالية موقف عمر (أخلاق النية):

    • مزاياه: يركز على نبل الروح الإنسانية واستقلاليتها، ويجعل الأخلاق مبدأً ثابتاً غير خاضع للتقلبات.

    • نقاط ضعفه: كيف يمكن الحكم على النوايا؟ قد تكون النية الطيبة عمياء وتؤدي إلى كوارث (مثل شخص يمنع طفله من العلاج بدافع الحب فيؤدي إلى وفاته). كما أنه قد يتجاهل معاناة الآخرين والواقع الملموس.

  • إشكالية موقف ليلى (أخلاق النتائج):

    • مزاياه: واقعية وعملية، تهتم برفاهية المجتمع وتقدم معياراً واضحاً للحكم.

    • نقاط ضعفه: قد تبرر أفعالاً غير أخلاقية إذا أدت إلى منفعة عامة (مثل التضحية ببرئ لإنقاذ مجموعة). كما أنها قد تحول الإنسان إلى مجرد وسيلة لتحقيق سعادة الآخرين، مما ينتهي كرامته.

3. الرأي الشخصي المدعم بالحجج:
أرى أن كلا الموقفين يقدم رؤية جزئية للحقيقة الأخلاقية. فالفعل الأخلاقي الحقيقي، في تصوري، هو فعل متكامل يجمع بين نقاء النية وصحة النتيجة.

  • الحجة الأولى: النية الطيبة ضرورية لضمان أن الفعل صادر عن إرادة حرة وأصيلة، وليس عن مصلقة أو خوف. فهي تضفي الشرعية الأخلاقية الداخلية على الفعل.

  • الحجة الثانية: الاهتمام بالنتائج ضروري لربط الأخلاق بالواقع. فالأخلاق ليست مجرد تأملات داخلية، بل هي ممارسة تهدف إلى تحسين حياة الناس وتخفيف المعاناة.

  • التركيب: لذلك، الأخلاق السليمة تتطلب "نية طيبة" توجهها نحو تحقيق "نتائج طيبة". المسؤولية الأخلاقية لا تتوقف عند حدود النية، بل تمتد إلى محاولة توقع عواقب الأفعال والسعي لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. الفعل المثالي هو الذي يصدر عن احترام للواجب (كنية) ويقود إلى زيادة الخير والعدالة في العالم (كنتيجة).

خاتمة:
في النهاية، تبقى الأخلاق مجالاً للإرادة الإنسانية الحرة والمسؤولة. الحوار بين عمر وليلى يعكس ثراء الفكر الأخلاقي. ربما يكون التحدي الأكبر هو السعي الدؤوب لتحقيق التوازن بين نقاء القصد وسلامة الأثر، بين احترام الواجب الداخلي وخدمة الخير العام.


ملاحظة: هذا الحل النموذجي هو إطار مرجعي. يمكن للطلاب تطويره وإضافة أمثلة وحجج أخرى من ثقافتهم وقراءاتهم. المهم هو احترام بنية المقال (مقدمة، عرض، خاتمة) واستخدام المفاهيم الفلسفية بدقة وربط الأفكار بشكل منطقي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

.